كالعــادة

 

اعتدلَ بجلستهِ ، سحبَ نَفَساً عميقاً من سيجارتهِ ثم دفعَ بطرفِ سبّابتهِ البيدقَ الأبيض خطوتين . انتظرَ قليلاً ثم نهضَ من كرسيهِ ولـفّ حول الطاولة ليجلسَ في الطرفِ الثاني ، وبعدَ لحظةِ تفكيرٍ دفعَ البيدقَ الأسود باتجاهِ عدوّهِ المتقدم . عاد إلى جلستهِ الأولى محركاً الحصانَ الأبيض .... وهكذا ظلَّ يتنقلُ من جهةٍ إلى الأخرى والسيجارة لا تفارقُ شفتيهِ وعيناهُ تحدقانِ في الرقعةِ كعيني ضبعٍ يدور حول فريسةٍ تقاومُ الإفتراس .

فكّر أن يتواطأَ مع أحد الفريقين ودونما ترددٍ اختارَ الجيشَ الأسود لكن سرعانَ ما اكـتـشـفَ حماقتهُ فانقذَ الملكَ الأبيضَ من المأزقِ الذي استدرجهُ إليهِ لتنتهي اللعبةُ - كالعادةِ - إلى التعادلِ ، التعادل الذي يثيرُ في نفسهِ الحنق والاشمئزاز .

 

8/4/1998  دمشق

 

>>