بنـات آوى

 

 

 نوافذُ مضاءةٌ على طول خط الأفق ، الساعةُ الثالثةُ فجراً ، نوافذُ مُسدلةُ الستائر وأنا منتعظٌ ، بناتُ آوى يحفرنَ رأسي كمثـقـبٍ كهربائي " بناتِ آوى ما الذي تردنهُ مني ؟ " يقولُ سعدي يوسف ، ها أنا أستيقظُ من موتي ، تعالي ، انظري إليه سترينَ النبضَ بأمَّ فخذيكِ ، نافذةٌ مضاءةٌ ، مراهقةٌ تمارسُ العادة السرية ، أنا منتعظٌ ، بناتُ آوى يتعالى عواؤهـنَ في رأسي ، سيدةٌ في الأربعين من عمرها تمارسُ الجنسَ مع الليلِ ، أتجاهـلُ طولَ قضيبهِ وأحدقُ إلى قاعِ البئرِ أنا ظامئٌ ، عجوزٌ تمدّ يدها بين فخذيها سهواً ، من أين جاءَ هذا الشرخُ في الجدار ؟ أحدّقُ فيه طويلاً ، أسمعُ لهاثاً ، أنيناً ، بكاءً ، عواءً ، نوافذُ مضاءةٌ في صحراء ، على البابِ إعرابيان عقلا بعيريهما وراحا يلعبان البليارد ، في الهودجِ امرأتان تتساحقان ، عواء " بناتِ آوى ما الذي ... " خطواتٌ أعرفها تصعدُ مرتابةً سلّمَ الخوفِ ، دقّات قلبٍ ، أفركُ مصباحَ الشهوةِ " شبيك لبيك هذا النهدُ النافرُ بين يديك " أعصرُهُ ، أصغي للهاثِ البنفسجِ ، تسطعُ قطرةُ جمرٍ ، أرشفها ، أنا ظامئٌ ، لا أرى غير صورتي ، عواءٌ مجنونٌ في الماء " بناتِ آوى ما الذي تردنه مني ؟ " أرددُ مع سعدي يوسف ، بناتُ آوى يعزفنَ على أوتار الصدغين بمخالبَ من حديدٍ ، أنهضُ ، أبللُ ريقي من زجاجةِ السمِّ الذي ادخرتهُ لمناسبةِ موتي ، ما بين المطبخِ والصالةِ أسري منتصباً ، مصطنعاً كبرياءً تليقُ بموتي ، عواء ، والنوافذُ لا تزالُ مضاءةً .... يا إلهي

رأسٌ واحدٌ لا يكفي 

 

21/12/1999  فايله

 

>>