بِـشـّار

 

كلّ ليلةٍ ، حين يغادرُ المصلّون تاركينَ أوزارهم ويُغلقُ بابُ الله ، يظلُّ الأعمى وحدهُ مُطيلاً سجدتهُ ، يُصغي إلى حفيفِ أجنحةٍ وألحانٍ تعزفها آلاتٌ سماويةٌ كأنها تعيدُ خلق العالم كلّ ليلةٍ .

الليلةَ وفي استغراقـةِ تأملٍ فوجئ بأنه لم يعدْ يسمعُ غير عواء ذئابٍ على قمرٍ مخسوفٍ لامسَ شرفتيهِ المطفأتين ، عندئذٍ فكّرَ أن يسرقَ السماءَ نجمةً نجمةً ، أو يكسرَ بابَ اللهِ ، أو يخرجَ إلى الشارعِ يسوقُ أوزار المصلين ، فـكـّر أن يرفعَ الآذان في غير أوانه

.........................

.........................

قبيلَ الفجرِ

دبَّ على النبيةِ النائمةِ في المحراب .

 

20/5/1998  دمشق

 

>>