حصـار

 

استيقظَ (س) في منتصفِ الليل ، كانَ صوتُـهُ المنخورُ يؤلمهُ ، تلمسَ سريرَهُ فلم     يجدْ سوى آثارِ امرأة خائنةٍ فرّتْ مع النادلِ قبل السُكرِ ، تلمسَ جسدَهُ ، صحراء موحشة نصبتْ فيها ذئابُ الشهوة سرادقاً وراحتْ تعوي .

جلسَ في منتصفِ الكونِ يتأملُ نيازكَ روحهِ المتساقطةَ في قاعِ العتمة ، ومن ثـقـبٍ في الظلامِ راح يتلصصُ على الأرض وهي تستحمُ بالدماء ، رأى محاربينَ شقرَ الشعورِ يسحلونَ قمراً نازفاً يستغيثُ وما من مجير ، حاولَ أن يصرخَ إلا أن الكلماتِ تسربتْ من ثقوبِ صوتهِ المنخور ، وضعَ سبّابتيهِ في أذنيهِ مغمضاً عينيهِ كي يهربَ من المشهد فألفى نفسَهُ جالساً في منتصفِ نفسهِ مخذولاً. هناك على طاولةٍ كان يستقرُّ مسدسٌ وقلم ، أمسكَ القلمَ كي يكتبَ وصيتهُ الأخيرة ، لكنْ سرعانَ ما انفجرَ هاجسٌ بترَ كفَّ الجدوى .

 

 

                                     28/1/1996    دمشق

>>