الهزبر 

 

قال لي :

" إقصعْ قملَ فروتي ! "

ثمَّ وضعَ رأسَهُ في حجري ونام . كانتْ عيناهُ مفتوحتين تحدّقانِ في عيني ، اخفيتُ امتعاضي من رائحةِ فمهِ وقذارةِ فروتهِ كيلا .... ، بل إني فكّرتُ أن أنظفَ له أنيابَهُ بفرشاةِ أسناني ، كان هادئاً ووديعاً ومحايدَ النظرات . حينما استيقظَ تمطّى وسألني :

" ألا تعرفُ في تفسير الرؤيا ؟ "

قلتُ :

" بلى "

قالَ :

" أراني أذبحكَ وأشقُّ صدركَ ، أُخرجُ قلبكَ ، أُنظفهُ من الدم والحب ثم ألتهمُ الدلافين المستترةَ فيه فانبئني ياصاحبي بتفسير رؤياي "

تعثرَ الكلامُ في فمي وبكيتُ فراحَ يطمئنني ممسداً ركبتيّ ببراثنهِ الناعمةِ حتى أني لم أشعرْ بهما حينما كان يغرزها في ساقيّ ثمّ سألني ليزيلَ ارتباكي :

" قلْ لي ما الذي أجبركَ على المبيتِ في عرينِ هِزبرٍ جائع ؟ "

قلتُ :

" الغزالةُ يا مليكي ... أعني الدلفين ... أعني نفسي ... أعني لا أدري . "

رفع رأسهُ ونهضَ بتباطؤٍ وحيرة ساحباً جسدهُ بحذرٍ ثمّ تكوّر على نفسهِ في زاويةِ العرين محدّقاً إلي بنظراتٍ فارغة .

في الصباحِ حين هممتُ بالنهوضِ ، لم استطعْ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

14/12/1995 فايله

 

>>