الخليفة

 

كان الخليفةُ نائماً ورأسهُ في حجري ، فكرتُ أن أنتهزَ الفرصةَ وأذبحهُ إلا أنه كان وديعاً كطفلٍ وهذا ما صدّني عن ارتكاب الفعل بل دفعني إلى ملاطفتهِ فحركتُ بإصبعي لبوةَ أنفهِ فافترتْ شفتاهُ عن ابتسامةٍ راحتْ تعرض كلما ازددتُ الضغطَ على لبوتهِ مُداعباً حتى راحَ يتأوهُ بـنـشـوةٍ بـاحـثـاً الأرضَ برجليهِ كطفلٍ عنيدٍ مردداً :

" واصلي أيتها الجارية ... اهرقي خمرَكِ علي ... Det er dejligt ...I like it ... أيتها الغيمةُ أمطري ... أمطري ... فخراجكِ عندي ... أرقصي يا حسناء ... أرقصي ... أرقصي ... أر ..... "

ثم خمدتْ أنفاسهُ حتى حسبتهُ ميتاً ، إلا أنه سرعانَ ما صرخَ غاضباً :

" إذبحها يا مسرور ! إذبحهُ يا مسرور ! إذبحها ! إذبحهُ .... "

عند ذاك صممتُ على ذبحهِ ، وبحركةٍ مني استيقظ ، فركَ عينيهِ بوداعةٍ راسماً على شفتيهِ ابتسامةً بريئة ، ثم نهضَ معتذراً عن مضايقتي وغادرَ المكان .

كان غضبي مستعراً ورغبتي في ذبحهِ كادتْ تقتلني ، هممتُ باللحاقِ بهِ غير أني استيقظتُ - أنا الآخر - ولكن بعد فواتِ الأوان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

12/12/1994 فايله

 

>>