مفتتـح / رؤيـــا

 

 

....... واقفاً أمامَ مرآةٍ طائشةٍ مرتدياً خوذةَ العاشقِ ومتقلداً سيفاً صدئاً يُقال له سيف المحال ... رأيتني قامةً من ورقٍ كُتبتْ عليها عناوين الفراغ . خرجتُ مني حاملاً فانوساً مثل جمجمةِ عجوزٍ مازال الشيبُ يلمعُ في ذؤابتها .. هبطتُ .. هبطتُ .. وبسيفي كنتُ أجرحُ أديمَ الأرضِ فيكونُ الجرحُ جدولاً يُقالُ له جدول الظمأ فكنتُ آخذُ بقبضتي طيناً وأمسحُ ذؤابةَ الفانوس .

نـاي حـزينٌ

كان يأتي من جهةِ الأفقِ فيسحبني من عناني ماضياً بي إلى كوخٍ يربضُ بين أنقاضٍ وجماحمَ ، مددتُ لساني لاهثاً تذوقتُ غموضاً حامضاً من الأطلالِ المعتقةِ ... كانَ صوتُ الناي يخفتُ شيئاً فشيئاً تحتَ أنامـلِ النعاس ... هيكلٌ عظمي جالسٌ وسطَ الكوخِ تتفرعُ منهُ أغصانٌ وتورقُ ثم تحملُ تـفـاحاً ... أخذتُ واحدةً قضمتها فأُنيرتِ الآفاقُ ، رأيتني عارياً غير أني نسيتُ منشغلاً بالهيكلِ العظمي وهو يحدّقُ في زاويةِ تأملهِ التي استعصتْ على الغبار ، كانت العنكبوتُ تصهلُ .. تصهلُ .. شعرتُ بدوارٍ ، تنفستُ برئةٍ من رخامٍ ، كدتُ أختنقُ برائحةِ الهواء وقبائلَ دثّرها العريُ فتعففتْ .

صــمــتٌ

إلا وقعُ خطى العسسِ الذئبيةِ ، كانتِ الشمسُ تدخلُ دارة الحَمَل .

فجأةً

خببٌ هاربٌ وتكسرُ أضلاعٍ تحتَ أقدامِ الهواء ، وحينما أدنيتُ رأسي من                    الأرضِ كي أصغي إلى نبضها سمعتُ استغاثةَ طوفانٍ تحتَ قبضةِ الغَرق .... مددتُ يدي لنجدتهِ غير أني بدأتُ أغورُ شيئاً فشيئـ ...........................

      ..............................................................................

 

>>